الأحد، 18 أكتوبر 2015

رفقا فديتُكِ بالفؤاد المرهفِ



الشاعر



رفقا فديتُكِ بالفؤاد المرهفِ
وامشي الهوينا إن حُسنكِ مُتلفي
يا ساحر الطرف الكحيل إلى متى
ترمي سهامَك صَوْبَ قلبٍ مُدْنفِ
ذاك الدلال مع الجمال محبَّبٌ
لكن موتي بات رهن تشوفي
قالوا الحبيب أتى فؤادك َ مُسْعفاً!!
أنى أطيبُ وقاتلي هو مسعفي
الله يا لغة الدلال تمهلي 
إن قلت فيك ملاحماً لم أسرفِ
قد كنت أنظم بالحروف قلائداً
واليوم تاهت في وصوفكِ أحرفي
أهفو إليك لأستريح ولا أرى
نار اشتياقي في الحنايا تنطفي 
صُبِّي علي من الدلال مناهلاً
أنّى لقلبي من دلالك يكتفي
لله صوتٌ كالربابة رقةً
ورنيمُ ثغرٍ بالفصاحة مُترفِ
صور البيان تحارُ في أوصافها
وفَمُ القصائد إن تغنّى لن يفي
ليلى وعزّة والبثينة عندها
كجوارِ حسنٍ بعد طول تكلّفِ
ريحانةٌ يهفو الأريج لشمِّها
ولوصلها أحلى الجواهر تَحْتفي
وضّاءةٌ لو لاح نورُ جبينها
أوحى لشمس الصبح : فلتتوقفي
ورقيقةٌ قد رقّ مَلْمسُ كفِّها
ليس الحرير إذا لمستَ بألطفِ 
حسناءُ لو رأت البدورُ جمالَها 
خجلاً على كبد السماء ستختفي 
ميساءُ تغبطها الغصون إذا انْثنتْ
ووراء خطوتها النسائم تقتفي
هيفاءُ تعشقها الرياح وترتمي
لتلفَّ مِنْحَرها الأنيقَ كمعطفِ 
للشمس صبحٌ في مباسم ثغرها
وعلى الخدود أزاهِرٌ لم تُقطفِ
هيهات أُروى من مناهل ثغرها
لو صُبَّ دهراً لستُ منها أكتفي
هي لوحةٌ حارَ الجَمالُ أمامَها 
معزوفةٌ بزماننا لم تُعزفِ
يا مُكثرا هذا العتابَ ولائمي 
إن قلتُ زوراً في الحبيبة عنِّفِ
لو أنَّ قاضِ الحُسْن زارَ خيالَها
ألْفى القريض مُقَصِّراً ، لم يُنْصِفِ
فهي التي لو أن حُسْن نسائنا
قد حلّ في أخرى كحُسْنٍ يوسفي
ما فاقها حسناً وخار أمامها
مستسلماً من هول ذاك الموقفِ
هي غادتي الأحلى ، مليكة خافقي
وكحسنها دنيا الهوى لم تعرفِ
ستظل أنفاسي التي أحيا بها
والنبضَ في جوف الفؤادِ المُرْهَفِ
هي عشقي الأسمى وقِبْلَةُ خافقي 
في حبها أعلنتُ عُمْقَ تصوفي
لو خيروني في الجِنان رفيقةً
لا غيرها قلبي المُتَيَّمُ يصطفي

صفوان البحرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق