الاثنين، 19 أكتوبر 2015

آفـــاق صـــورة


الشاعر


كتبتُها في صورة طفل صومالي ماتت أُمُّهُ بجوارهِ جوعاً وضمئاً وهو يُحاولُ رفعها ولكن بلا جدوى ، بينما كان من بقي على قيد الحياة قد تركوه خلفهم ونزحوا تاركين منطقة الموت بحثاً عن الحياة :

أُمِّــــاهُ قومـي فالدُّنــــا أشــبــاحُ
والجوع نارٌ في الحَشـا ورِمـــَـاحُ

والقَيْضُ يَرْفُلُ في الدِّيارِ وقدْ عَوَتْ 
بؤســاً على جُثَثِ الصِّغـارِ ريــاحُ

أوَتيْأسين مـن الحيــاة وأنتِ مَـــنْ 
علَّمْتِنـــي أنَّ الحيـــــاةَ كِفـــــــاحُ

أُمَّــاهُ قومــي فالجميعُ تَخاذَلـــــوا 
والمـــوتُ نحــو خِيامنـــا يَجْتــــاحُ

عَبْثـاً نَصيـحُ ولا أرى مِـن مُنْجِـــدٍ 
ما عـــادَ يُجْــدي دَمْعُنــا ونُــــواحُ

والمُتْخَمــونَ علـى الأسِــرَّةِ نُوَّمَــــاً
ألْهتْهُـمُ الصَّفقـــاتُ والأربــــــــاحُ

لـو يَبعثـون لنــا فُتــاتَ طعامــِـهم
لاْستَمْتــعتْ بحـيــاتـــِــها الأرواحُ

كمْ مِن نفوسٍ قد قَضَتْ مِن تُخْمَـةٍ
والجـوعُ فـــوق رُبوعِنــا السَّفَّـــاحُ

أُمَّــاهُ إنـِّـي عند جِسْمـــكِ قابــِــعٌ
لــنْ أستعـينَ بِمَن أَتَوا أو راحــــوا

فالرُّوحُ تَعشقُ في جِــوارِكِ مِيْتَــــةً 
وإذا قضَــتْ أنفاسَـــها تَرْتـــَـــاحُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق