الأحد، 18 أكتوبر 2015

فؤاد الصَّبِّ في الأحشاء ذابا


فؤاد الصَّبِّ في الأحشاء ذابا




الشاعر



فؤاد الصَّبِّ في الأحشاء ذابا
إذا ذُكِرَتْ يَزيد بها اضطرابا

تُهَيِّجُهُ الى الأفنان ذكرى
ووديانٌ يَدِينُ لها انتسابا

وكيف له بأن ينسى رِحاباً
وفيها شبَّ في شَغَفٍ وشابا

إذا ذكروا القرية هام وَجْداً
وألّفَ في مدائحها كتابا

بها روضٌ من الجنات خُضرٍ
وسَفْحٌ زاد منظرَها انْجِذابا  

ثراها بَثَّ للأنسام مِسْكاً
وأفْقَدَ مَن يُناظِرها الصَّوابا

بَدَتْ للناظرين بثوب حُسْنٍ 
وبالغُدران قد كُسيَتْ خضابا

كما الحسناء تَشغفُ قلبَ صبٍّ 
فيلقى عند فرقتها عذابا

( فذي البَرحةْ ) مَراح الروح فَخْرٌ
إذا افتخروا " بباريس " انتسابا

إذا ما الصَبُّ أُبْعدَ عن حماها   
فقد خَسِرَ الفؤادُ إذاً وخابا

بساحتِها يرى الأطفال تلهو
فينساب الحنينُ لها انسيابا

كطفلٍ هزَّهُ شوقُ الليالي
لأمٍ غابا عنها ثم آبا

عن الشوق المُبَرِّحِ لا تسلهُ
فلو ألقاه في صخرٍ لذابا

يُناديها بأنَّ القلب يَهْفو 
لرؤيتِها .... ولا يبغِ العِتابا

فتَبْتسم الحبيبةُ ثم تَحْنُو 
وتُهديهِ برِقَّتِها جَوابا:

هي الدنيا تُمَتِّعُ عاشقيها 
بِحَرِّ الشوق بُعْدَاً واقْتِرابا

فلولا البُعْدِ ما حَنَّتْ قلوبٌ
ولا عِشْقٌ لدى الأحباب طابا

ولولا الغَيْمُ ما ضَحِكتْ شُموسٌ
ولا بدرٌ عن الأكوان غابا

جوابٌ هَزَّ وِجْدانَ المُعنَّى 
كشهدٍ صُبَّ في فَمِهِ شَرابا

فيُحييهِ الهوى ويموت شوقاً
ويَلْثُمُ حين يلقاها الترابا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق