الاثنين، 26 أكتوبر 2015

" وطنٌ يقومُ على الجِراح ويقْعُدُ "



" وطنٌ يقومُ على الجِراح ويقْعُدُ "

وطنٌ يقومُ على الجِراح ويقْعُدُ
وعلى المآتم والأسى يتوسَّدُ
وطنٌ يذوق الويل مِن أبنائِهِ
وكأنَّهم بين الشعوب تَبلَّدوا
يَقْتاتُهُ الحُزْنُ العميق وقد رأى
أبنائَهُ خانوا حِماهُ وبدَّدوا
فغدى هناك مضرَّجاً بدمائِهِ 
لم يلق طِبَّاً للجراح يُضَمِّدُ
ويَزيدهُ بؤساً على أحزانِهِ
قومٌ على التُّرْبِ الطَّهور تمَرَّدوا
يَرْنو الى الشهداء طَرْفاً دامِعاً
ويَغُصُّ من ألَمِ الجوى ، يتنهَّدُ

أسَفي عليهِ وقد رأيتُ جيوشَهُ 
من كل أوْصاف الرجال تَجَرَّدوا
جعلوا الولاء على ثَراهُ لطُغْمةٍ
نشروا الفساد على الربوعِ وعَرْبَدوا
مَن دَنَّسوا الأمجاد في تأريخهِ
وعلى الرُّبى نارَ التَّعصُّب أوْقدوا
تبَّاً لهم مهما تعالى صوتُهم 
وبِحُبِّهِ أرْغَوا هناك وأَزْبَدوا
قد بانَ للأحرار زَيْفُ ولائِهم
وانهارَ ما قد خَطَّطوهُ وشيَّدوا
تبّّاً لهم ، ولبغيهم ، ولكل مَن 
بفعالِهم وجْهَ " السعيدةِ " سوَّدوا
**********

يا موطني يا جرح قلبي: ذَا أنا
أرثي الذين على رباكَ تشرّدوا
أرثي الثكالى واليتامى جهرةً 
وأَبُثُّ حُزْني للإلهِ وأَسْرُدُ 
وإليك أبعثُ بالبِشارةَ هُدْهُداً
 فلطالما حملَ البشائِرَ هُدْهدُ
لا يأسَ يكسونا وليس يُضِيْرُنا
مكرٌ يُدارُ وزُمْرةٌ تتوعَّدُ
فالله يكفينا المكائدَ -موطني-
والفجرُ من رَحِمِ الظلام سَيُولدُ
---------------------------------------------------
الشاعر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق