الاثنين، 26 أكتوبر 2015

كفكف فديتك دمعك الصبابا


كفكف فديتك دمعك الصبابا
فلقد عشقتك أنهرا وترابا

وعشقت فجرك إذ يُطِلًُّ بحُلَّةٍ
تكسو بودِّك أبْطُحاً وهضابا

وعشقت فيك ملاحةً يمنيةً
زادَ القريضُ بوصفها إطْنابا

يا أيها اليمن الحبيب تحيةً
من قلب صَبٍّ في وِدادك ذابا

أضناه شوقٌ نحو أرضك فانبرى
يهدي جَنابَك من جواهُ عِتابا

ماذا يقول الشعر فيك وقد رأى  
جرحاً بصدرك لم يزل ثغَّابا

أوّاه يا يمن العروبة ما جرى
مابال روضك تستحيل خرابا

ما بال قومك في الشعاب تشتتوا  
وبنيك تَنْشبُ في قَفاك حِرابا

أنا ما رأيت على مرابعنا سوى 
حكمٍ ترعرع في الفساد وشابا

ورأيت قوماً يَنشدون مَناصِباً 
وإلى المصالح هرولوا أسْرابا

وفُلولَ غدرٍ لانهيارك هلَّلوا
وعلى دمائك تشرب الأنْخابا

إيهٍ أيا يمن الأصالة قُل لمن
راموا بشعبك فتنةً وعذابا

ومن اقتفى درب الخيانةِ عامداً
هوّن عليك قد أقتفيتَ سَرابا

فلنا شبابٌ من خِيارِ أكارمٍ    
أنْعِم بهم بين الجموع شبابا

حملوا النفوس على رياض أكُفِّهم
ليكون اسمُكَ شامِخاً ومُهابا

راموا التحرر من براثن ظالمٍ
عاش الفساد بظلِّهِ أحقابا

لكنهم طُعِنوا بخنجر غادرٍ
وبَديلُهم بين الورى قد غابا

أوَ يَرْتجي شخصٌ شموخَ خِيامِهِ
وهو الذي قد قوَّض الأطنابا

والمَجدُ سهلٌ غير أنّ بُلوغَه 
قد عَزَّ إن لم نأخُذِ الأسبابا


واحرَّ قلبي والبلاد جريحةٌ
والدمع فيها لم يزل تِسْكابا

ناديت قومي والجراح عميقةٌ   
وسألتُ لكن ما رأيتُ جوابا

واهاً لأرضِكِ يا " السعيدة " ما لها
جعلتْ لها ثوب الأسى جلبابا

واهاً لأحفاد الأشاوِس مالهم
تخذوا بشاعة صَمْتِهم مِحرابا

ما بالهم خذلوا الشباب ولم يروا
قمْعَ الفساد فريضةً وصوابا


اللهُ يا يمن البطولة لا تكُنْ
في كفِّ تُجّار الهوى مُنْسابا  

هيا انتفض وأرِ الزمان توَثُّباً
فلقد عهِدْتُكَ موطني وثابا

قل للطغاة وللذين تآمروا
جلجل بصوتك واقهر الأذنابا

إنّي هنا رُغمَ التآمر شامِخاً 
سأصوغ من لحنِ الصمود خطابا

ولْتَبْشِرِ الدنيا بمَجدٍ قادِمٍ
مَجدٍ سيفتحُ للعُلا الأبوابا
---------------------------------------------------
الشاعر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق