الاثنين، 19 أكتوبر 2015

بورما تنادي وتستغيث


الشاعر


بورما تنادي وتستغيث 

تقول بورما:

لسانُ الكونِ في أَسَفٍ نَعَانا
وحَدَّثَ كلَّ حَيٍّ عن أسَانا

وسَطَّرَنا على الأفاق جُرْحاً
يُؤرِّقُ مَن يَحُسُّ بِما دَهانا

أرى الأيامَ تَرْمُقُنا بِحُزْنٍ
ودَمْعَ الليل للدُّنيا رَثانا

أنا بورما الجريحة كم أُنادي
بني الإسلام مَن يَحمي حِمانا؟

أُناديكم وفي الأعماق قلْبٌ
يذوق الويلَ يَفتَقِدُ الأمانا

وأُنْشِدُّ مِن لظى الأحداث دِيناً 
عليهِ اللهُ مُذْ زَمنٍ بَرَانا

فحبل الله يجمع من تناؤوا
وبالإسلام ما انفصمتْ عُرَانا

وهل يَفْنى التَّلاحُمَ والتَّآخِي 
إذا ابتعدتْ بِدُنيانا خُطانا؟

أمَا شَهمٌ تؤرِّقُهُ المآسي   
أمَاغضبٌ يثور بمَن رآنا؟

وهل في القوم مِن رَجُلٍ غَيورٍ
وقد هُنَّا بأيدي مَن غَزانا؟

علامَ الظلم يحصدُنا جِهاراً؟
وحَتَّامَ يُقِيمُ على رُبانا؟!

بني الإسلام مَن يُصْغي لشعبٍ 
سيوفُ البَغي تذبَحُهم عيانا؟

قضَى الآلاف في الطرقات حَرْقاً
بحادثةٍ تضِجُّ لها سَمانا

وذاتُ الثدي تُذبحُ دون ذَنْبٍ 
وفلذتُها يُطالِبُها الحَنانا

ويُلقى الطفل في الأنهار حَيَّاً
وتَفتَتنُ النفوسُ بهِ افتِتانا 

وتشكو الأرض أهوالاً وبطشاً
ومأساةً تصوغُ لكم بيانا

بأنَّا قد أُخِذْنا دون جُرْمٍ 
لمَصْرَعِنا... وأعينُكم ترانا

وليس لشعبنا المذبوح ذنبٌ
سوى الإسلام صار به مُدانا

فلو للتُّرْبِ عَْينانٌ بَكانا
ولو للصَّخرِ إحساسٌ لَلانَا 

ولو للعارِ في التَّأنيبِ أَمْرٌ 
لعَيَّرَكم لو امْتلَكَ اللسانا

فما شَهِدَ الزمانُ كذاك جُرْماً
ولم يلق الكرام كذا هوَانا


أحِبَّتَنا بِبُورما: أَلْفُ بُشْرى
فقد ثارَتْ لمِحْنَتِكم دِمانا

فكم غَصَّتْ حناجرُنا مِراراً
بِحَْوْقلةٍ يَحُزُّ لها جَوانا

وألْهَبْنا القلوبَ بنار حُزْنٍ
وقد خُضِبَتْ بأْدْمُعِنا لِحَانا

فليس لنا سوى الآهات دَعْمٌ
وليس لكم على الدنيا سِوانا

تنادونا وما في القوم ( سَعْدٌ )
ولا(  القعقاع ) يمتشقُ السِّنانا

وترْجون الحميةَ غيْرَ أنَّا
دفنَّاها وعانَقْنا الهَوانا 

فلا الفرسان تعرف سَرْجَ خيْلٍ 
ولا خيلٌ لنمتطي العنانا

لنا الغارات تغشى كل لَهْوٍ 
على الحانات نحتضنُ القِيانا

ونقضي العمر للَّذاتِ أَسْرَى
بِعَارِ الذُّلِ أرْكَسَنا هوانا

فَهُمْنا في البَرايا دون حُلْمٍ
وما اجتمعتْ على هدفٍ رُؤانا

فلا عجَبٌ إذا لم نلْق عِزَّاً 
ولا عِرْضاً لأقوامي مُصانا

ولو رامَ الزمانُ هِجاءَ قوْمٍ
وأَيْمُ اللهِ في علَنٍ هَجانا


فنادِ القومَ لن تلقي جواباً  
ولا سيفاً يُسَلُّ ولا حِصانا

فسيانٌ إذا ناديتِ ميتاً
وحيّاً عاش في الدنيا جبَانا

لك المولى فليس سِواهُ رَبٌّ
يزيلُ الكرْبَ يمْنَحُكِ الأمانا

وإنْ هانتْ دِماؤكُمُ علينا
فلا شيءٌ على الرحمن هانا

وإنْ لم نَنْصُر الإسلامَ يوماً
سَنَفْنى ثم يَنْصُرُهُ سِوانا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق