الثلاثاء، 20 أكتوبر 2015

قلبي يُــشارك مَوْطني أوجاعَــــهُ




قلبي يُــشارك مَوْطني أوجاعَــــهُ
قد ذاق مـن مُــرِّ الأسى أنواعَــهُ 

يَقْتَاتُــهُ الحُـــزْنُ العميقُ وقد رأى
في ظُلْمَةِ البَغي البَهيمِ ضَيَاعَـــهُ

وطني تُمَزِّقُـــهُ اللئامُ مَصالحــــاً
ومَطامعـــاً ، ويــلاهُ مِمَّــا رَاعَـــهُ

قـد تـــاهَ بين مُتاجِــــــرٍ بضميرهِ
أو كيــدِ وَغْــدٍ قد أمــاطَ قِناعَــــهُ

يَبغِ الوثــوبَ ودونَ وثَبَته الأُلــــــى
نشروا الفساد وهَشَّموا أضلاعَــهُ


يا كلَّ حُرٍّ في السعيدة : موطني
يشكو بدنيا الغافلـين رِعاعَـــهُ (١)

مِــن كل أشمطَ فاســـدٍ ومُكابــــرٍ
يُفني البــلاد مُحَقِّقــاً أطماعَــــــهُ 

فلتجمعوا كلَّ الصفوفِ بِساحِنـــا
واحمـوا مَنابِـعَ موطني وقِلاعَـــــهُ

ولْتَبْلُـــغِ الآفــــاقَ مِنكم صَيْحــــةٌ
تُنْبـي العِــدا ما لا تَـوَدّ سَماعَـــهُ:

هيهاتَ يَبْقى في حِمـانا مَـــــارِقٌ
قد جاء يُعْلي " وِدَّهُ وسِواعَهُ "(٢)

من كان يوماً في الروافض نُطْفـةً
وأَتَمَّ مِن ثَدْي المَجــوسِ رَضَاعَــــهُ

لا لــن يَدُبَّ على مَرابِـع مَوْطنــــي 
مَن يبغِ يومــاً للعِـــدا إِخْضاعَـــــهُ

لا يستحق العَيْش يومـاً واحــــــداً
مَن خانَ مَوطِنَهُ الأصيل وباعَــــــهُ


الشاعر

-----------------------------
7/16/2014
(١) رِعاعَهُ : رعاعة ورِعاعة : سِفْلة الناس وغوغاؤهم "

(٢) ودّه و سواعه : إشارة إلى ( ود وسواع ) وهما إسمان لصنمين كانا يُعبدان من دون الله حيث كانت الفترة ما بين وفاة آدم ونوح عليهما السلام حافلة بالايمان والفساد وممن آمنوا وكانوا صالحين: ودّا ويغوث, ويعوق, وسواع, ونسر كانوا قوما صالحين وكان لهم أتباع يقتدون بهم ، فلما ماتوا قام أتباعهم بنصب أصناماً سُمِّيَت بأسمائهم كي يتذكرونهم فجاء بعدهم جيلٌ  لبّس عليهم الشيطان فعبدوهم من دون الله...
قال الله تعالى : { وَقالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً ، وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ ضَلالاً   }

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق