الاثنين، 26 أكتوبر 2015

وطنٌ تربَّع في حنايا الأَضْلُعِ


وطنٌ تربَّع في حنايا الأَضْلُعِ
أَنَّى رَحَلْتُ أراهُ مُرْتَحلاً معي

وطنٌ يَضِجُّ من الجراح فؤادُهُ 
لكن برغم المكر لم يتصَّدعِ

أنَّاتُهُ بالليل يعزفُها الأسى
ورياضُهُ تُسْقى بِطُهْرِ الأدمعِ

لكِنَّهُ رُغمَ الخيانة صامدٌ
لمْ يستكِنْ للبغي لم يَتزَعْزعِ 

وَطِنٌ يرى ما حَلَّ فِيهِ بحِكمةٍ
مهما البُغاةُ تلوَّنتْ، لم يُخْدعِ

ومضى يُسَطِّرُ بالشموخ مَلاحِماً 
تشدو بتاريخ الأباةِ الأروعِ 

لن يبصر الباغي على أرجائهِ 
إلا الردى حتماً وسوء المصرعِ

وطنٌ سيفديه الأُباةُ حقيقةً
بالروح ... يا دنيا الخيانةِ فاسمعي

فغداً سيُسْفِرُ فجرُنا عن ثُلَّةٍ
تحمي حِماهُ بقوَّةٍ وتوَرُّعِ

وتُذيقُ مَن عاداهُ سُمَّاً ناقِعاً
يا زُمْرةَ الباغي اللعين تَجَرَّعي 

يَمَنُ الأباةِ عَصِيَّةٌ وشبابُها
رُغم التآمر في الرُّبى لمْ يَركعِ

لمْ يَنْثنوا للبغي يوماً واحداً 
صَرَخاتُهم دَوَّتْ كصوتِ المِدْفعِ

لا يقبلون على البلاد وِصايةً
جاءت تظللها عِمامَةُ مَرْجِعِ

بَلْ سائرون على مآثر مَجْدِهم
لا يقبلون عقيدةً لم تُشْرَعِ

أَحْرارُ قَوْمٍ إِنْ تُبادَ جموعهم
تَبْقى الكرامة في دماء الرُّضَّعِ
---------------------------------------------------
الشاعر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق